أجتمع في هذا المجمع 21 أسقفاً من أسيا الصغرى و
سوريا، وأختلف فيمن كان رئيسه، هل هو مرسيليس أسقف أنقرا، أم  فيتالس أسقف أنطاكية، أم أفريكو لاوس أسقف قيصرية الكبادوكية.

وعلى أى الحالات كان هؤلاء الثلاثة من الشخصيات البارزة فيه، كما حضره أيضا القديس الشهيد باسيليوس أسقف أماسيا (حمص).

وترجع أهمية هذا المجمع المقدس 

 أنه أول مجمع أنعقد بعد انقضاء عصر الأستشهاد، وأنتهاء حكم ديوكلترلوس، وأسباب السلطة في يد قسطنطين الكبير  ولذلك واجه المجمع مشكله كبيرة هي (توبة المرتدين).



توبة المرتدين عن الإيمان

أمام فظاعة وقسوة عصر الأستشهاد كان بعض المؤمنين قد أرتدوا عن الإيمان المسيحى ولو ظاهريا..... وإذ لم يستطيعوا أحتمال العذابات الشديدة وهؤلاء كانوا على أنواع:

فبعضهم بعد أن كابد العذاب لم يستطيع أن يصبر إلى النهاية فأنكر المسيح. والبعض خاف وأستسلم من قبل أن ينال من العذاب وإنما لمجرد التهديد وما كان يراه في غيره. والبعض الثالث سلك مسلكاً ربانياً، فأستطاع أن يقنع الجلادين أما بالتوسل أو بالرشوة أن يتظاهروا بالشدة والقسوة عليه -حتى لا يُتَّهم بالجبن والخوف من أخوته المسيحين- عندما ينكر المسيح أمامهم يكون له عذره وقع التعذيب الشديد (ظاهريا).

وكانت مظاهر الإرتداد هى: إنكار السيد المسيح باللسان – تقديم الذبائح للأصنام - الأشتراك في الولائم المقامة المقامة لتكريم ألهة الوثنين والأكل فيها.. إلخ...

وكان المرتدين يعطون شهادات بأنهم فعلوا ذلك حتى لا يتعرضوا لاضطهادات أخرى. وقد نشر الدكتور هارنلك وثائق بردية papyrus من هذه الشهادات عثر عليها مدفونة في الرمال المصرية. وفي أحدها ما يلى:

(أنا ديوجيتى، قد قدمت ذبائح مستمرة وأكلت في حضوركم من لحم الذبائح وألتمس منكم أعطائى شهادة بذلك). وكان بعض المسيحين يعمل هذا كرهاً والبعض طواعية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والبعض كان يقوم بهذا وهو باك وحزين والبعض وهو بشوش..... وكان الساقطون في هذا الارتداد أنواع: مؤمنين عاديين، شمامسة، كهنة. والبعض منالموعوظين الذين لم يكونوا قد قبلوا الإيمان بعد.

لهذا كله، وجد المجمع نفسه أمام حالات كثيرة متنوعة، فاضطر أن يضع لها القوانين التي تحمل تفاصيل هذه الحالات وعقوبة كل منها. وقد بلغ عدد القوانين التي وضعها من أجل قبول توبة هؤلاء المرتدين عن الإيمان الذين رجعوا طالبين الأنضمام إلى الكنيسة تسعة القوانين، يُضَاف إليها قانون بخصوص ارتداد الموعوظين، فيكون الكل 10 قوانين من مجموع قوانينه البالغة 25 قانونا.



قوانين أخرى


أما القوانين الأخرى التي سنها هذا المجمع وعددها 15 فتتوزع كالآتى:

5 قوانين بخصوص الآكليروس وهي 10 – 13- 14- 15 - 18-

7 قوانين بخصوص الزنا والقتل وهي 16 – 17 –20 – 21 – 22 – 23 – 25 –

قانونان بخصوص الآحوال الشخصية وهما 11- 19 –

قانون واحد بخصوص السحر والعرافة وهو 24 –



العقوبات الكنسية
فى قوانين الرسل كانت هناك عقوبتان مميزتان وهما القطع والفرز، وأحيانا بدلا من عبارة (يفرز) كانت عبارة (يفرق) و(يخرج) وكلها كانت تعنى الخروج من الشركة المقدسة. ولم تنص قوانين الرسل على مدد محدده لعقوبتها أما قوانين أبوليوس فيندر العقاب فيها كما ذكرنا، وإن وجد لا يخرج عن مثل العقوبات الموجودة في قوانين الرسل.

أما في قوانين هذا المجمع، فلأول مرة تظهر بصورة واضحة عقوبات كنسية لمدة معينة وبصور خاصة. منها أن يقف الشخص مع السامعين خارج الكنيسة. ومع الساقطين وهي درجة أفضل حالا، وتشترك في الصلاة مع المؤمنين بدونقربان، إلى أن يصل إلى الشركة الكاملة مع المؤمنين التي فيها يتقرب معهم من الأسرار الآلهية.

ومده العقوبات تتراوح في قوانين مجمع أنقرة من سنتين وثلاث سنوات إلى ثلاثين سنة ومدى الحياة.

وهذا لا يمنع أن هناك بعض قوانين بدون عقوبة كما أعطى للأسقف في بعض الحالات أن يزيد وينقص من العقوبة حسب تقديره الخاص للحالة.

وأشهر مدة العقوبة تبينها الجداول الآتية

مع السامعين

مع الساقطين

اشتراك في الصلاة بدون قربان


وبالنسبة للكهنة وجدت عقوبة القطع من الرتبة الكهنوتية، وعقوبة أخرى هي الحرمان من الخدمة الكهنوتية مع الأحتفاظ بها "الإيقاف عن الخدمة".

من مميزات المجمع


امتاز مجمع أنقرة بعنصر الجدية. فلأول مرة تعين قوانين عن المرتدين، ولأول مرة يظهر أسم الخورى أبسكوبس، ولأول مرة تصدر قوانين عن الزنا بالبهائم، وعن زواج الشمامسة بعد رسامتهم. وعن نذور البتولية، وعن مساكنة العذراى كأخوات....ألخ.