نلاحظ مما سبق أن قوة حجة البابا وبراءته جعلت نواب روما يحقدون عليه ويفكرون في حيلة للإيقاع به وقد فكروا في الأساقفة الخلقدونيين بأن يعقدوا جلسة سرية سريعة لا يحضرها القضاة ولا البابا ديسقوروس لكى يتمكنوا من إصدار الأحكام التي توافق أغراضهم الدينية. وهكذا عقدت الجلسة الثانية لهذا المجمع الزائف في اليوم الثالث انتهاء الجلسة الأولى أى قبل الموعد الذي حدده القضاة بيومين كاملين وكانت هذه الجلسة قاصرة على الأساقفة الشرقيين ومندبوا أسقف روما أما أساقفة مصر والقضاة فلم يدعوا للحضور لكى يتأكدوا من عدم استطاعة البابا ديسقوروس حضور جلستهم هذه وضعوا حرسا على باب بيته كى يمنعوه من الخروج إذا دعاه ذلك والعجب في هؤلاء الأساقفة انهم بعد أن عقدوا جلستهم أرسلوا في استدعاء البابا مع انهم هم الذين أمروا الحرس كى يمنعوه من الخروج. وعندما جاء رسل المجمع ليطلبوه قال لهم (أن الحرس يمنعونى من الخروج ؟ لقد نظر المجمع فى أمرى فما الذي يريده المجمع الآن؟ هل يقصد أبطال ما حدث بحضور القضاة ؟ أننى لا احضر ألا اذا حضر القضاة).
وعندما أرسلوا إليه مرة ثانية أصر على راية السابق.
الحكم الساقط
وأخيرا اصدروا حكمهم الزائف على البابا ديسقوروس فى غيابه وغياب أساقفته وفي غياب القضاة ونواب الملك وقالوا في حكمهم الزائف (لقد ظهرت وتحققت الأمور التي صنعها ديسقوروس فقد قبل أوطاخى نجلا في ما امر به القوانين.... واستخلص لذاته الولاية قهراً... ولم يأذن أن تقرأ رسالة لاون المرسلة إلى فلابيانوس وقد ذات أثما سيئاته الولى فيما تجاسر وحرم لاون الحبر الأقدس صاحب كرسى كنيسة رومية..... وقد دعاه المجمع ثلاث مرات بموجب القوانين الكنيسيه فخالف أمره وأبى السير إليه... فلأجل ذلك لاون الحبر الأقدس بواسطتنا.....
قد نزع منه درجة الأسقفية وعزله عن خدمة الكهنوت، فألان هذا المجمع المقدس يحكم في دعوة يسقوروس بما رسمته القوانين.
+ وهذه الأحكام تبين لنا سقوطها وبطلانها للأسباب الآتية
صدور الحكم في جلسة سرية غير قانونية لانعقادها فى موعد مخالف لما نص عليه المجمع في جلسته الأولى. مصدر المقال موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
صدور الحكم عن هيئة لا تملك إصدارة ولا تمثل مجمعا مسكونيا وعاما لعدم حضور الأساقفة الأرثوذكسية ولعدم حضور القضاة ونواب الملك أيضا.
صدور حكم غيابيا رغم وجود المدعى عليه قريبا من مقر الجلسة.
جاء الحكم مشتملا على بعض تهم موجهه للبابا ديسقوروس ثبتت براءته منها في الجلسة الأولى بحضور المجمع في كامل هيئته إذ اعترف المدعيين قائلين أخطانا ونطلب الغفران.
صدور الحكم تحت ضغط وتهديد نواب الأسقف الرومانى لبقية الأساقفة الحاضرين.
لم يدع الأساقفة قط لا في اقوالهم ولا في حكمهم ولا في تهمهم المغرضة أن البابا ديسقوروس قد أنحرف عن التعليم القويم وابتعد عن افيمان المستقيم وتلك هي المسائلة الوحيدة التي تجيز الحكم على الأساقفة بالقطع وماداموا قد اثبتوا براءة البابا ديسقوروس منها فحكمهم ساقط بالبداهة.